تعكس مدينة الفشن الجديدة التلاقي بين التاريخ والحداثة، ففي الوقت الذي تسعى فيه المدينة إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، فإنها تحافظ أيضًا على إرثها التاريخي والثقافى وسط مدن مصر الحديثة
الفشن الجديدة: مدينة هادئة على حافة النيل
تم الإعلان عن إنشاء مدينة الفشن الجديدة كمدينة مصرية حديثة،
وذلك:
- وفقًا للقرار الجمهوري رقم 247 لسنة 2018
- تم تخصيص مساحة تبلغ 18 ألف فدان في الجزء الجنوبي الغربي لمحافظة بني سويف على طريق الصحراوي.
- تضم المدينة مشروعات سكنية متنوعة تشمل الإسكان الاجتماعي والمتوسط والفاخر.
- بالإضافة إلى المناطق الخدمية والتجارية والمرافق العامة على مستوى الأحياء والمجاورات.
- تستهدف أن تصبح المدينة موطنًا لمليون و16 ألف نسمة بحلول عام 2050.
- تقع مدينة الفشن الجديدة جنوب محافظة بني سويف.
- على بُعد 90 كيلومترا جنوب المحافظة وحوالي 60 كيلومترا من مدينة الفيوم الجديدة.
تُعد إنشاء مدينة الفشن الجديدة كمدينة مصرية حديثة خطوة هامة في تطوير البنية التحتية وتلبية احتياجات السكان المتزايدة في مصر، من خلال تخصيص مساحة واسعة ومتنوعة للمشروعات السكنية والمناطق الخدمية والتجارية، يتوقع أن تكون المدينة موطنًا لعدد كبير من السكان بحلول عام 2050.
التاريخ والتراث لمدينة الفشن
تعود مدينة الفشن إلى العصر الفرعوني، حيث كانت تسمى “أون”، وكانت المدينة من أهم مراكز عبادة الإله “آتون”، وفي العصر الروماني، كانت المدينة تسمى “فيكسوم”، وتضم مدينة الفشن العديد من الآثار التاريخية، بما في ذلك معبد الإله “آتون” الذي تم بناؤه في القرن الرابع قبل الميلاد، كما تضم المدينة العديد من المساجد والقصور التاريخية.
رموز وشخصيات بارزة من الفشن: تاريخ وتراث حافل
تعتبر مدينة الفشن مصدرًا للعديد من الشخصيات والأعلام البارزة التي أثرت في مجالات مختلفة،
نستعرض معكم بعضًا من هؤلاء الأشخاص البارزين وتاريخهم المهم:
- الإمام الأكبر أحمد بن عبد الجواد السفطي الصائم: كان شيخًا للجامع الأزهر والإمام الثامن عشر للأزهر في الفترة من عام 1254 هـ إلى وفاته في عام 1263 هـ. وُلد في قرية صفط العرفاء، التابعة لمركز الفشن، في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، يشتهر باسم “الشيخ الصائم” واستمرت شهرته في أحفاده حتى اليوم، كان له مكانة علمية عالية وعمل في مجال التدريس في الأزهر.
- أحمد بن حجازي الفشني: كان فقيهًا شافعيًا وتوفي في عام 978 هـ / 1570 م. عُرف بمعرفته العميقة في الشريعة الإسلامية وكتاباته في هذا المجال.
- الشيخ طه الفشني: كان قارئًا ومبتهلًا واشتهر بلقب “سفير القرآن الكريم” في الدول الإسلامية والعربية. قرأ القرآن الكريم في قصر رأس التين لتسع سنوات وكان أول من قرأ القرآن بصوته في التلفزيون المصري، وكان مؤذنًا مشهورًا في المسجد الحسيني وأشهر قارئ لسورة الكهف، وُلد في مدينة الفشن عام 1900، حاز على وسام الجمهورية عام 1981.
- عبد التواب يوسف: كاتب وأديب مصري متخصص في أدب الأطفال، كتب العديد من حلقات بابا شاروا الشهيرة في الإذاعة المصرية وصدر له أكثر من 200 كتاب للأطفال، بما في ذلك السيرة النبوية الشريفة التي حصل عنها على جائزة هيئة اليونسكو عام 1975 تقديرًا لجهوده في محو الأمية، وُلد في قرية شنرا، التابعة لمركز الفشن، في عام 1928.
- ربيع ياسين: لاعب كرة قدم مصري وكابتن منتخب مصر، وُلد في مدينة الفشن في 7 سبتمبر 1960، بدأ مسيرته الرياضية في نادي شباب الفشن ثم انتقل إلى نادي الأهلي بعد أداء مباراة مميزة أمامهم في عام 1980، لعب مع الأهلي لمدة 12 موسمًا وكان لاعبًا أساسيًا في الجبهة اليسرى، حقق العديد من البطولات خلال فترة انضمامه إلى الفريق.
بهذه الطريقة، تتمثل رموز وشخصيات الفشن في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءًا من العلم والتعليم وصولًا إلى الفنون والرياضة، تاريخ هؤلاء الأشخاص وإنجازاتهم تعكس التراث الغني للفشن وتساهم في إثراء المجتمع المصري والعربي بشكل عام.
مدينة الفشن الجديدة: حلم التنمية في قلب الصحراء
تهدف مدينة الفشن الجديدة إلى تحقيق التنمية المستدامة في محافظة بني سويف، وتوفير فرص عمل للشباب، وزيادة الرقعة الزراعية، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في مدن مصر، و سوف تضم مدينة الفشن الجديدة قطاعات متنوعة،
منها:
- السكن:
يُعد قطاع السكن من أهم القطاعات في مدينة الفشن الجديدة، حيث يهدف إلى توفير وحدات سكنية بأسعار مناسبة لجميع فئات المجتمع، وتتنوع وحدات الإسكان في المدينة بين وحدات إسكان اجتماعي، ووحدات إسكان اقتصادي، ووحدات إسكان متميز، ووحدات إسكان فاخر، ويتم تنفيذ مشروعات الإسكان في المدينة وفق أعلى معايير الجودة، واستخدام أحدث التقنيات.
- الصناعة:
يُعد قطاع الصناعة من أهم القطاعات في مدينة الفشن الجديدة، حيث يهدف إلى جذب الاستثمارات الصناعية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحقيق التنمية الاقتصادية في محافظة بني سويف.
وتضم مدينة الفشن الجديدة مناطق صناعية متنوعة،
منها:
- منطقة صناعية خفيفة: تستهدف هذه المنطقة جذب الاستثمارات في الصناعات الخفيفة، مثل الصناعات الغذائية، والصناعات الكيماوية، والصناعات الهندسية.
- منطقة صناعية متوسطة: تستهدف هذه المنطقة جذب الاستثمارات في الصناعات متوسطة الحجم، مثل الصناعات النسيجية، والصناعات الدوائية، والصناعات السيارات.
- منطقة صناعية ثقيلة: تستهدف هذه المنطقة جذب الاستثمارات في الصناعات الثقيلة، مثل الصناعات المعدنية، والصناعات البترولية، والصناعات الكيميائية.
ويتوقع أن يساهم قطاع الصناعة في مدينة الفشن الجديدة في توفير آلاف فرص العمل الجديدة، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي لمحافظة بني سويف.
- الخدمات:
يُعد قطاع الخدمات من أهم القطاعات في مدينة الفشن الجديدة، حيث يهدف إلى توفير الخدمات الأساسية والضرورية للسكان، وتحقيق التنمية الاجتماعية في المدينة، ويشمل قطاع الخدمات في مدينة الفشن الجديدة العديد من المرافق والخدمات،
منها:
1.الخدمات التعليمية
- جامعة بني سويف الجديدة: جامعة حكومية تضم العديد من الكليات والبرامج الدراسية.
2.الخدمات الصحية
- مستشفى الفشن الجديدة الحكومي: مستشفى حكومي يقدم الرعاية الصحية لجميع السكان.
- مستشفى التأمين الصحي في مدينة الفشن الجديدة: مستشفى يقدم الرعاية الصحية للمواطنين الذين لديهم تأمين صحي.
3.الخدمات الترفيهية
- حديقة الفشن الجديدة: حديقة عامة توفر الترفيه والتسلية للسكان.
- مركز الفشن الثقافي: مركز ثقافي يقدم أنشطة ثقافية وفنية للسكان.
4.الخدمات التجارية
- مول الفشن الجديدة: مول تجاري يضم العديد من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي.
- سوق الفشن الجديدة: سوق تجاري يضم العديد من المنتجات المحلية والعالمية.
وتشمل الخدمات الأخرى في مدينة الفشن الجديدة:
- الخدمات الأمنية: تضم المدينة مركز شرطة ونقطة شرطة لتوفير الأمن والأمان للسكان.
- الخدمات الحكومية: تضم المدينة مبنى مجلس المدينة ومكتب البريد ومكتب الشهر العقاري.
- الخدمات الدينية: تضم المدينة مساجد وكنائس لممارسة الشعائر الدينية.
وتعد مدينة الفشن الجديدة نموذجاً للتنمية المستدامة في مصر، حيث تساهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتسير أعمال إنشاء مدينة الفشن الجديدة على قدم وساق، حيث تم الانتهاء من التخطيط العام للمدينة، وجارٍ تنفيذ مشروعات البنية التحتية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من إنشاء المدينة بالكامل في عام 2030.
في الختام،
يمكننا القول إن مدينة الفشن الجديدة تعتبر نموذجًا رائعًا للتلاقي بين التاريخ والحداثة، فبينما تحتضن تاريخًا عريقًا يمتد لآلاف السنين، تسعى المدينة إلى توفير بيئة معاصرة ومتطورة للسكان والزوار، وهو ما يجسد التوازن المثالي بين الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي وتلبية احتياجات المجتمع الحديث، إنها مدينة تتحدى الزمن وتتطور بشكل مستدام، وتعكس رؤية مصر الطموحة للمستقبل بين مدن مصر