الخدمات الزراعية بالنوبارية الجديدة: واقع ومستقبل

تُعد الخدمات الزراعية من أهم العوامل التي تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مدينة النوبارية الجديدة، حيث تساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، وتوفير فرص العمل، وتحسين جودة الحياة للمواطنين في مدن مصر.

واقع الخدمات الزراعية بالنوبارية الجديدة

تتميز مدينة النوبارية الجديدة بوجود مجموعة من الخدمات الزراعية التي تقدمها الحكومة المصرية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني.

 وتشمل هذه الخدمات ما يلي:

• توفير البذور والأسمدة والمبيدات والأدوية: توفر وزارة الزراعة المصرية البذور والأسمدة والمبيدات والأدوية للمزارعين بأسعار مخفضة، كما تقدم بعض الشركات الخاصة خدمات توفير هذه المستلزمات الزراعية للمزارعين.
• تقديم الدعم الفني للمزارعين: تقدم وزارة الزراعة المصرية، وبعض الجمعيات الأهلية، خدمات الدعم الفني للمزارعين، مثل: تقديم الإرشادات الزراعية، وتدريب المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة.
• إنشاء مشروعات زراعية نموذجية: تقوم الحكومة المصرية بإنشاء مشروعات زراعية نموذجية في مدينة النوبارية الجديدة، بهدف إطلاع المزارعين على التقنيات الحديثة في الزراعة، وتقديم الدعم لهم في تطبيق هذه التقنيات.

تتمتع النوبارية الجديدة بإمكانات هائلة للتنمية الزراعية، تتميز بتربة خصبة وموارد مائية وفيرة، مما يجعلها منطقة مثالية لتوفير الخدمات الزراعية على المستوى المحلي والإقليمي.

المسطحات الخضراء في مدينة النوبارية الجديدة: نموذج للتنمية المستدامة

تُعد المسطحات الخضراء من أهم عناصر التنمية المستدامة، حيث تساهم في تحسين جودة الهواء، وخفض درجات الحرارة، وتوفير مناطق للترفيه والاسترخاء.

وفي مدينة النوبارية الجديدة، تبلغ المساحة الإجمالية للمسطحات الخضراء 189 ألف متر مربع، ما يعادل 45 فدانًا. ويمثل ذلك نصيبًا من المسطحات الخضراء لكل فرد يبلغ 8.6 متر مربع.

وتُقسم المسطحات الخضراء في مدينة النوبارية الجديدة إلى عدة أقسام،

 هي:

• مداخل المدينة: تتميز مداخل مدينة النوبارية الجديدة بوجود مساحات خضراء واسعة، تساهم في تحسين المظهر العام للمدينة، وتعطي انطباعًا بالترحيب بالزائرين.
• واجهة المدينة على الطريق الصحراوي: تمتد على طول الطريق الصحراوي، وتضم مساحات خضراء واسعة، ومسطحات مائية، ومناطق للمشي.
• ميادين المدينة: تتميز ميادين مدينة النوبارية الجديدة بوجود مساحات خضراء واسعة، تساهم في تحسين المظهر العام للمدينة، وتوفير مناطق للترفيه والاسترخاء.
• الحدائق العامة: تضم مدينة النوبارية الجديدة عددًا من الحدائق العامة، التي توفر مناطق للترفيه والاسترخاء للمواطنين.
• جزر الطرق: تضم مدينة النوبارية الجديدة عددًا من جزر الطرق المزروعة بالأشجار والشجيرات، التي تساهم في تحسين المظهر العام للمدينة، وخفض درجات الحرارة.
• مسطحات بين العمارات: تضم مدينة النوبارية الجديدة عددًا من المسطحات الخضراء بين العمارات، التي تساهم في تحسين المظهر العام للمدينة، وتوفير مناطق للترفيه والاسترخاء للسكان.
• المشتل: يضم مشتل مدينة النوبارية الجديدة مجموعة متنوعة من الأشجار والشجيرات، التي تستخدم في زراعة المسطحات الخضراء في المدينة.

تساهم المسطحات الخضراء في مدينة النوبارية الجديدة في تحقيق عدد من الأهداف،

منها:

• تحسين جودة الهواء: تعمل المسطحات الخضراء على تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وإطلاق الأكسجين.
• خفض درجات الحرارة: تعمل المسطحات الخضراء على خفض درجات الحرارة عن طريق تبخر الماء من أوراق الأشجار.
• توفير مناطق للترفيه والاسترخاء: توفر المسطحات الخضراء مناطق للترفيه والاسترخاء للمواطنين، مما يساهم في تحسين جودة الحياة.

وتعد مدينة النوبارية الجديدة نموذجًا للتنمية المستدامة، حيث تحرص على توفير الخدمات الزراعية و المسطحات الخضراء، التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

زيادة الرقعة الزراعية بالدولة باستخدام طرق ري مختلفة وحديثة في النوبارية

تركز الدولة على زيادة الرقعة الزراعية بالاستفادة من طرق ري مختلفة وحديثة في منطقة النوبارية لزيادة الخدمات الزراعية.

• يُعتبر القمح من أهم المحاصيل الاستراتيجية والأكثر تداولًا في دول العالم.
• تم زراعة 3.2 مليون فدان من القمح العام الماضي،
• وهذا العام تستهدف الزراعة زراعة 3.7 مليون فدان،
• بما في ذلك 130 ألف فدان في منطقة النوبارية،
• حيث تم زراعة 80 ألف فدان حتى الآن.

وتُعد مناطق النوبارية والبحيرة جزءًا من محافظة البحيرة وتعتبر من أكبر المحافظات في مصر لزراعة القمح:

1. وتم زراعة 250 ألف فدان من القمح في تلك المناطق،
2. وتستهدف زراعة 310 ألف فدان.
3. يُذكر أن زراعة القمح تستهلك كميات كبيرة من المياه، حيث تحتاج حوالي 2500 إلى 3500 متر مكعب من المياه لكل فدان في الموسم.

من أجل تسهيل زراعة القمح، تم تبني طرق الري والزراعة الحديثة:

• ففي المناطق التي تم تطويرها حديثًا، يتم الري باستخدام جهاز البيفوت، وهو جهاز حديث يستخدم في عمليات الري.
• بينما في المناطق التي تم زراعتها على مصافى الأراضي، كان يتم استخدام طريقة الري بالغمر، وهي طريقة مكلفة للمياة.
• بالإضافة إلى ذلك، يتم توظيف طرق الري المتقدمة مثل الري بالتنقيط ونظام الري المحوري الثابت في الأراضي الجديدة،
• بهدف تقليل استهلاك المياه وتوفيرها لمشاريع أخرى كبرى في الدولة،
• مثل مشاريع الدلتا الجديدة وتوشكا وغيرها.
• يتم تنفيذ هذه الطرق بهدف زيادة الرقعة الزراعية للدولة وتعزيز الاستدامة الزراعية.

بهذه الطرق المتقدمة للري، يهدف القطاع الزراعي في النوبارية إلى تحقيق زيادة في الخدمات الزراعية الإنتاجية وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في الدولة.

مستقبل الخدمات الزراعية بالنوبارية الجديدة

تُعد الخدمات الزراعية من أهم العوامل التي تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مدينة النوبارية الجديدة، حيث تساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال استمرار تطوير الخدمات الزراعية في المدينة، ومواجهة التحديات التي تواجهها.

ولتحقيق مستقبل مشرق في الخدمات الزراعية في مدينة النوبارية الجديدة، يجب العمل على حل هذه التحديات،

وذلك من خلال:

• زيادة التمويل: يجب زيادة التمويل المخصص للقطاع الزراعي في مدينة النوبارية الجديدة، وذلك من خلال التمويل الحكومي، أو الشراكة مع القطاع الخاص.
• تطوير البنية التحتية: يجب الاستمرار في تطوير البنية التحتية الزراعية في مدينة النوبارية الجديدة، وذلك من خلال تزويد إنشاء الطرق والقنوات المائية والمزارع الآلية.
• دعم المزارعين: يجب دعم المزارعين في مدينة النوبارية الجديدة، وذلك من خلال تقديم الإرشادات الزراعية والتدريب، وتوفير البذور والأسمدة والمبيدات والأدوية بأسعار مخفضة.

وبالإضافة إلى هذه الحلول، يمكن أيضًا العمل على ما يلي:

• التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية: مثل القمح والذرة والفول السوداني، وذلك لضمان الأمن الغذائي للمدينة.
• تشجيع الزراعة العضوية: وذلك للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.
• الاستفادة من التقنيات الحديثة: مثل الري الحديث والزراعة الآلية، وذلك لزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف.

وبتنفيذ هذه الحلول والإجراءات، وزيادة الخدمات الزراعية، يمكن أن تصبح مدينة النوبارية الجديدة مركزًا زراعيًا متميزًا في مصر، يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم الأمن الغذائي.

رؤية جامعة عين شمس للتنمية الزراعية المستدامة في النوبارية

في إطار اهتمامها بالتنمية الزراعية المستدامة والاهتمام بالخدمات الزراعية، قامت جامعة عين شمس بجولة تفقدية لمزارعها في منطقة النوبارية ، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 87.5 فدانًا.

• وقد أشاد رئيس الجامعة، الدكتور محمود المتيني، بجهود إدارة الجامعة في تحويل الأراضي الصفراء إلى أراضي خضراء منتجة، مؤكدًا على سعي الجامعة لمضاعفة المساحات المنزرعة مستقبلًا.
• وأكد الدكتور المتيني على دور جامعة عين شمس كمؤسسة علمية في المساهمة في التخفيف من آثار التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، من خلال إدخال طرق حديثة في الزراعة باستخدام الزراعة الذكية والري الذكي.

وفي هذا السياق، وجه رئيس الجامعة بضرورة معايشة باحثي الماجستير والدكتوراة بكلية الزراعة ومعهد الأراضي القاحلة للواقع العملي، ليكون بحثهم نتيجة معايشة واقعية حقيقية مما يضفي إضافة علمية حقيقية للبحث العلمي.

• من جانبه، أوضح عميد كلية الزراعة، الدكتور أحمد جلال، أن الكلية تمتلك مزرعتين في النوبارية،
• الأولى بقرية محمد عبد الوهاب تبلغ مساحتها 25 فدانًا، وتنتج 300-350 طنًا من البرتقال الصيفي المخصص للتصدير سنويًا.
• كما يتم زراعة بعض الحاصلات البينية مثل البطاطس والبصل والفول البلدي والطماطم واللب والفاصوليا.
• أما المزرعة الأخرى فهي بمزرعة الإمام مالك تبلغ مساحتها 45 فدانًا،
• وتم تحضيرها ببعض المحاصيل مثل الفول والفاصوليا والثوم تمهيدًا لزراعتها بالكامل بالموالح لتكون إضافة للمزرعة الأخرى.
• ومن المتوقع أن ينتج من المزرعتين حوالي 1000 طن من الموالح سنويًا.

بالاضافة الى، استخدام الكلية لأحدث النظم في الزراعة وكافة طرق الري الحديثة، كما تم إنشاء حوض مياه بمساحة 6000 متر مكعب لاستغلاله في الثروة السمكية.

في الختام،

نستطيع القول بأن المنطقة تشهد تطورًا ملحوظًا في قطاع الزراعة و الخدمات الزراعية من بين مدن مصر، من خلال الاستثمارات الحكومية والجهود المبذولة من قبل الجامعات والمؤسسات البحثية، تم تعزيز البنية التحتية الزراعية وتوفير الدعم والمنح للمزارعين.